تتوالى إنجازات الجامعة الإسلامية بغزة بفوزها بمشاريع شراكة دولية تهدف لبناء قدرات الأكاديميين والطلبة والخريجين والمجتمع المحلي، ولتعزيز التبادل الأكاديمي للمدرسين والإداريين والطلبة مع الجامعات الأوربية والعالمية، بالإضافة للمشاركة في أبحاث دولية في مجالات العلوم الإنسانية والعلمية والتقنية والطبية المتنوعة. وأحدث هذه المشاريع التي فازت بها الجامعة الإسلامية بغزة خلال يناير 2019 هو مشروع إجراء أبحاث مشتركة بعنوان: “تطوير تعليم جامعي متعدد الثقافات في ظل الصراعات و الأزمات الممتدة: اللغة والهوية والثقافة”
“Building an intercultural pedagogy for higher education in conditions of conflict and protracted crises: Languages, Identity, Culture”
وقد أعد المشروع وبالشراكة مع جامعة Durham في بريطانيا الدكتور نظمي المصري- الأستاذ المشارك في تدريس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة، خبير بناء الشراكات الأكاديمية وإعداد وإدارة المشاريع الدولية، وتم تقديم المشروع في مايو2018 لتمويله من قبل مجلس أبحاث الآداب والعلوم الإنسانية (AHRC) البريطاني.
وأوضح الدكتور المصري الذي يدير هذا المشروع ويدير ويشارك أيضاً في أربعة مشاريع دولية أخرى مع جامعات أوروبية في كل من فنلندا والنرويج وبريطانيا وألمانيا، بأن هذا المشروع الفائز هو الأول من نوعه من حيث الجامعات المشاركة فيه، حيث تشارك الجامعة الإسلامية في هذا المشروع مع أربع جامعات متميزة من ثلاث قارات (أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية) وهي جامعةDurham في بريطانيا التي تقود المشروع بالشراكة أيضاً مع جامعة اسطنبول في تركيا، وجامعتين في أمريكا اللاتينية هما جامعة Los Andes- Columbia في كولومبيا، وجامعةSão Paulo في البرازيل.
ويضم فريق الباحثين المشاركين في المشروع ستة خبراء دوليين متعددي اللغات والثقافات، وهم الدكتور نظمي المصري من كلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة، وكل من: الدكتورة Prue Holme، والدكتورة Marta Moskal -من كلية التربية بجامعةDurham ، والدكتورة Ayse Furat -عميد كلية علم اللاهوت بجامعة اسطنبول، والدكتورة Beatriz Pena Dix – من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة لوس أنديس في كولومبيا، والدكتور John Blair Corbett– من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ساو باولو في البرازيل.
وسيتم تنفيذ أنشطة المشروع بالتعاون مع جمعية الخريجات الجامعيات في قطاع غزة، وبعض المنظمات غير الحكومية الدولية والجمعيات الخيرية في الدول المشاركة في المشروع.
وأضاف الدكتور المصري- الذي قد فاز من قبل بمنحة زمالة بحثية دولية من جامعة Durham في بريطانيا – بأن هذا المشروع يهدف إلى دراسة وتعزيز نظريات وأساليب الحوار بين طلبة وخريجي الجامعة الإسلامية بغزة وأقرانهم من الطلبة متعددي الثقافات واللغات والهويات في الجامعات المشاركة الذين يعيشون في ظروف مشابهة “تعاني من الصراعات والأزمات الممتدة” خاصة في فلسطين وكولومبيا والمهجرين السوريين في تركيا، وبين الدكتور المصري أن المشروع يهدف أيضاً إلي تطوير مفاهيم ومنهجيات فهم المواطنة العالمية والتعلم المتبادل بين الثقافات وبناء القدرات في هذه السياقات التي تعاني من أزمات ممتدة.
وسيتم تحقيق هذه الأهداف الرئيسة من خلال مجموعة من الأنشطة، منها: تشكيل شبكة حوار بين الثقافات من باحثين بريطانيين بالشراكة مع أكاديميين وخبراء في التعليم العالي واللغات والتواصل بين الثقافات والفنون الإبداعية من فلسطين وتركيا وكولومبيا والبرازيل.
ولفت الدكتور المصري إلى أنه سيتم عقد أربع ورشات عمل لإجراء دراسات حالة في أربعة مدن، هي: غزة، وبوغوتا في كولومبيا، ومدينة درم Durham في بريطانيا، ومدينة اسطنبول في تركيا، حيث يدرس بعض اللاجئون السوريون في جامعة أسطنبول، وسيشارك في ورشات العمل هذه الباحثون المشاركون في المشروع وطلاب وشباب مهمشين أو مستبعدين من التعليم الرسمي والعمل حيث تسود ظروف مماثلة في دول منخفضة ومتوسطة الدخل بما يعزز تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة 2030 (SDGs) ، وخاصةً الهدف 4 وهو يتعلق بالتعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
وأكد الدكتور المصري أن أهم مخرجات المشروع هو نشر نتائج الأنشطة ودراسات الحالات الأربع المرتبطة بالمشروع على موقع إلكتروني خاص بالمشروع للاستفادة منها عالمياً من قبل المؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والباحثين والمعلمين ومطوري سياسات التعليم العالي وخبراء تطوير قدرات للشباب والطلبة واللاجئين والمهجرين والمهاجرين والمجموعات المستبعدة والمهمشة. وأفاد الدكتور المصري أن مخرجات المشروع تشمل أيضاً نشر بحثين على الأقل في مجلات علمية ومؤتمرات عالمية، بالإضافة إلى إعداد ونشر كتابًا مشتركًا عن المنهجيات الناشئة (الحديثة) للتعليم الجامعي متعدد الثقافات واللغات وطرق إجراء أبحاث بلغات متعددة.
ومن الجدير بالذكر أن جميع الجامعات المشاركة مع الجامعة الإسلامية بغزة في المشروع تصنف من ضمن أفضل وأعرق الجامعات عالمياً حيث تصنف جامعة Durham ضمن أفضل خمس جامعات بريطانية وتحتل المرتبة 74 عالمياً.
وجامعة لوس أنديس تعتبر واحدة من أفضل الجامعات الكولومبية وهي واحدة من أفضل (10) جامعات في أمريكا اللاتينية، وواحدة من أفضل (300) جامعة عالمية، وتحتل جامعـة ساو باولو المرتبة الأولى في أمريكا اللاتينية والمرتبة (94) من بين كل جامعات العالم، وهي سادس أكبر جامعة في البرازيل من حيث عدد الطلاب وثالث أكبر جامعة في أمريكا اللاتينية، وتعتبر جامعة إسطنبول الأقدم والأضخم والأعرق في تركيا، حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1453م ويدرس فيها حوالي (60.000) طالباً وطالبة وتصنف ضمن أفضل (500) جامعة على مستوى العالم، وهي أيضاً من ضمن أفضل (10) جامعات تركية.